حريق والسبب ماس كهربائي

by د.فائز جمال

حريق والسبب ماس كهربائي !!

سبق لي أن كتبت حول ما يسببه ارتفاع التيار الكهربائي الى معدلات عالية جدا تصل الى ما يزيد عن 400فولت بسبب أعطال أو عيوب في كابلات التغذية الرئيسية أو الفرعية التابعة لشركة الكهرباء ، و توجهت بكلامي إلى سعادة مدير عام كهرباء الغربية ، وذكرت له حادثة حدثت معي كمثال لما يمكن أن تتسبب فيه مثل هذه الأعطال . وملخص الحادثة هو ما يلي :

( ارتفاع قوة التيار الداخل الى المنزل الى ما يزيد عن 440 فولت مما أدى إلى ازدياد توهج المصابيح واحتراق أكثرها ، واحتراق العديد من الأجهزة الكهربائية منها المصعد ، واختلاط تشغيل الإضاءة مع التكييف ، والسبب خلل في الكيبل الرئيسي الموصل مابين المحطة الرئيسية الى كبينة التوزيع أي قبل نقطة عداد المشترك ) .

وتساءلت عن مدى وجود احتياطات فنية في المحطة الرئيسية أو كبينة التوزيع أو عداد المشترك  تحول دون وصول تيار عالي جدا الى داخل المنازل والفنادق و المستشفيات و المصانع و المستودعات وبالتالي تمنع وقوع تلفيات مؤكدة للكثير من الأجهزة الكهربائية والتي قد يتسبب بعضها  في نشوب حرائق قد تحدث خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات ، ولم أتلق أي رد أو تجاوب من المسؤولين في الشركة حتى كتابة هذا المقال .

ولقد تكرر خلال الشهر الماضي وهذا الشهر نشوب حرائق في كابلات رئيسية وفرعية في مكة المكرمة ولا ندري ما هي أسبابها .. ولا يعنينا معرفتنا نحن المواطنين على  الأسباب بالتحديد بقدر ما يعنينا تعرُّف الجهات المسؤولة عليها وبالتالي العمل على تلافيها مستقبلا حتى لا تتكرر (المأساة) أو بالأحرى حتى لا تقع الحوادث في أماكن ذات كثافة بشرية كالمدارس والجامعات والفنادق والشقق المفروشة والمستشفيات  وتكون الخسائر أفدح ..

جاهزية الدفاع المدني

واستكمالا للحديث حول الحرائق _ أجارنا الله وإياكم من شرورها في الدنيا والآخرة – فمن المعروف أن الدولة رعاها الله لم تبخل على تجهيز الدفاع المدني بأحدث المعدات والآليات التي تُستخدم في جميع مجالات خدمات الدفاع المدني ولعل على رأسها إطفاء الحرائق والعمل على منع وقوعها ابتداءا وتقليل أضرارها عند وقوعها وذلك باتخاذ كافة وسائل السلامة في المرافق المختلفة العامة منها والخاصة .

ولكن تواترت الأخبار في الآونة الأخيرة عن وصول فرق الدفاع المدني لمواقع الحوادث دون إحضار أساسيات يحتاج إليها الأفراد لممارسة مهامهم في الإنقاذ والإخماد .. فقد تحضر الفرقة الى موقع حريق ما دون إحضار الكمامات والأكسجين التي قد يحتاجها الأفراد للدخول الى داخل الموقع وإنقاذ الأشخاص الذين قد تحاصرتهم النيران أو الأدخنة في الداخل ، أو قد تحضر الفرقة دون إحضار سلم لاستخدامه أيضا في الانقاذ والإخماد .. وأحيانا قد تكون أبواب الطوارئ في الموقع من النوع الذي لا يُفتح إلا من الداخل وفي هذه الحالة أعتقد أن على الدفاع المدني إستخدام المقصات الكهربائية التي عادة ما تكون ضمن تجهيزات فرق الإنقاذ لفتح الأبواب من الخارج .

إن ما أريد أن ألفت النظر إليه من خلال هذا المقال هو أن هناك مواقع كثير في مكة المكرمة – وفي غيرها – ذات كثافة بشرية عالية ، ولا يمكن تخيل كيف سيكون الوضع وعدد الضحايا لو شب حريق في أحدها لا سمح الله – سواء كان الحريق بسبب عيوب كابلات شركة الكهرباء أو غيرها – وكانت جاهزية الدفاع المدني حسب ما تواترت به الأخبار عن آخر حريق نشب في أحد المستشفيات الكبرى في مكة المكرمة ، وأذكر منها على سبيل المثال مقر طالبات جامعة أم القرى المكتظ جدا بالطالبات ، أو مقار سكن الطالبات ذات الشبابيك المغلقة بطريقة أرى أنها غير صحيحة من عدة وجوه ليس هنا مجال سردها ومقار سكن الطلاب أيضا حيث أننا لم ننس حريق سكن طلاب فرع جامعة الملك سعود بأبها ، وأذكر كذلك المدارس والفنادق والشقق المفروشة التي تكتظ بالسكان في المواسم ..

فاللهم الطف بنا وبالمسلمين .. فأنت حسبنا ونعم الوكيل  .

13/9/1416هـ                                                   فائز صالح محمد جمال

 

 

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  15/09/1416هـ      

في صحبفة : المدينة المنورة     رقم العدد : 11993        صفحة رقم : 13 (الرأي) .

التعديل :

 

 

11993 حكومية الرأي 15/09/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق