حتى تكتمل الفرحة ويتم النجاح !!
عاشت مكة المكرمة الأسبوع الماضي وبالتحديد مساء الثلاثاء 26/5/1417هـ فرحة كبرى بافتتاح مركز مكة الطبي ، وارتسم البشر والسرور على وجوه أبناء مكة المكرمة ببزوغ هذا النجم ، وتحقق هذا الحلم .. ، ومما زاد هذه الفرحة توهجاً أن تشرف الحفل برعاية و حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفي معيته أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز ، وبحضور معالي وزير الصحة الدكتور أسامة شبكشي .
إن تصميم مبنى المستشفى وتنفيذه وتجهيزاته تمت على أعلى المستويات ، ومن حضر حفل الافتتاح -الأكثر من رائع- ، وتمكن من زيارة المركز والاطلاع على التجهيزات والامكانيات ، تأكد له أنه لم يكن لهذا الانجاز أن يتحقق دون همة وعزيمة رجال أكفاء وعلى مستوىً عالٍ من التأهيل و الخبرة والتخصص ، أو دون رغبة وحماس شديدين لخدمة هذا البلد الأمين ، ونحن أبناء وأهالي مكة المكرمة لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لكل من وقف وراء هذا الانجاز وندعوا لهم بحسن الجزاء من الله عز وجل ، ورحم الله من مات منهم ومد في عمر الأحياء ووفقهم للمزيد من العطاء والنجاح .
إن الفرحة بافتتاح المركز وتحقيق هذا الحلم لن تكتمل ، والنجاح الذي واكب خطوات الاستعداد لتشغيل المركز وحتى حفل الافتتاح لن يتم ، مالم يكن التشغيل بنفس المستوى الراقي لتنفيذ المبنى وتجهيزاته والاستعدادات للافتتاح ، وعندما يوفر المركز خدمات طبية راقية ومتميزة لأهالي مكة عند ذلك فقط تكتمل الفرحة بتحقيق الحلم الذي طال انتظره ويتم النجاح الذي بدت بشائره .
لذلك فإننا نتمنى على مجلس ادارة المركز أن تكون خطوات التشغيل بنفس المستوى الذي كان في مرحلة التأسيس وماقبل الافتتاح أو أفضل ، وقد سُررنا كثيراً بما سمعناه من سعادة الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس الإدارة ، بأن التميز في تقديم الخدمة والحرص على تقديم خدمات طبية – وليس فندقية فقط – راقية هو من الأهداف التي يسعى مجلس الادارة لتحقيقها ، وذلك أثناء الجمعية العمومية التي عُقدت مساء السبت الماضي 30/5/1417هـ ، وهي التي أعلن فيها بدء تشغيل المركز بكامل طاقته واستعداده لاستقبال الحالات التي تحتاج للتنويم والطواريء ، واستعرض خططاً وأفكاراً طموحة لتطوير أداء المركز في المستقبل .
همسة
وأجدني مدفوعاً بحبي لمكة المكرمة لأن أهمس في أذن كل مخلص يعمل في هذا المركز بدءً بمن هو على أعلى قمة الهرم الاداري وحتى من هو في قاعدته ، وأقول يا أخي الكريم : نعرف جميعاً ان تحقيق النجاح لهذا المركز ليس بالأمر السهل وأن المسؤولية كبيرة ، وان العمل باخلاص هو عمل شاق بلا شك ويكتنفه الكثير من الصعوبات وأحياناً بعض المنغصات ، ولكي تصل الى الهدف المنشود وتحقق ما تصبو اليه من نجاح في خدمة هذا البلد الأمين فإنك تحتاج إلى المثابرة ومواصلة الجهد وطول النفس – كما يقولون – ، وتنبّه ولا تنسى ان كل نجاح سوف يتحقق لهذا المركز إنما هو نجاح في تأسيس خدمات طبية متقدمة في المشرفة مكة ، وارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بشكل عام في هذا البلد الأمين ، وذلك لما هو متوقع من حدوث منافسة شريفة بين مستشفيات ومستوصفات القطاع الخاص في مكة المكرمة لتقديم أفضل الخدمات للمرضى ، ولك يا أخى الكريم أن تتخيل كم سيتعاظم الانجاز وكم سيكبر النجاح ، وكم ستجنى من الأجر من الله عز وجل عندما تساهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لجيران بيت الله الحرام من أهالي مكة المكرمة و ضيوف الرحمن .
لماذا هوحلم ؟؟
تكرر استخدام كلمة الحلم على مركز مكة الطبي ، وكان آخر مقال نُشر لي في هذه الزاوية بتاريخ 17/1/1417هـ تحت عنوان (أما آن لهذا الحلم أن يتحقق؟!) ، ولعله يتبادر إلى ذهن البعض لماذا اُعتبر هذا المركز حلماً بالنسبة لأهالي مكة المكرمة ، في حين أن مشاريع أخرى مماثلة في مدن أخرى لم تكن كذلك ؟! ، فأقول ان لذلك أسباب لعل منها تأخر تنفيذ المشروع ، ولكن أبرزها – في اعتقادي – هو عدم توفر الخدمات الطبية والصحية في مستشفيات العاصمة المقدسة – الحكومي منها والخاص – بمستوى ما هو متوفر في المدن الرئيسية الأخرى كالرياض وجدة ، وبالتالي اضطرار أهالي مكة للسفر الى كل من جدة والرياض بحثاً عن العلاج الناجع .
والله المستعان وهو ولي التوفيق .
30/5/ 1417هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 2/6/1417هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 12240 صفحة رقم : 11 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12240 مكة المكرمة الرأي 2/6/1417هـ المدينة رابط المقال على النت http://