حامد الجهني نموذج للعصامية و الوفاء

حامد الجهني نموذج للعصامية و الوفاء

رحمه الله .. هو أخ كريم و صديق عزيز وفيٌ لعائلة الجَمَاليْن –صالح و أحمد جمال كما يسميهما الأستاذ عبد المقصود خوجة شافاه الله- .. ذلكم هو المرحوم الشيخ حامد بن دخيل الله الجهني .. الذي أفضى إلى ربه الأسبوع الماضي في المحروسة مصر و دُفن بالمشرفة مكة ..

أعرفه منذ وعيت على الدنيا و من سنين لا أحصيها ، و هو من أنداد إخواني الكبار ، و أكثر ما عرفته عنه خصلتان كريمتان ، الأولى العصامية و الثانية الوفاء ، و هذه الأخيرة لا تنبع إلاّ من صفاء السريرة و نقاء المعدن و طيب النفس ..

رحمه الله .. أتذكر انطلاقته في مجال المقاولات إبّان الطفرة الأولى أواخر التسعينات من القرن الهجري الماضي و بدايات القرن الهجري الحالي ، و كيف كان يدخل المنافسة على تنفيذ المشاريع الحكومية حتى تلك التي تكون خارج مكة المكرمة ، ومن بينها مشاريع في الزلفي إن لم تخني الذاكرة .. و كيف كان نشيطاً هميماً ، وهو ما جعله يتفوق على بعض أقرانه و منافسيه في ذلك الوقت من شباب ذلك الجيل ، فصعد هو في سلم الأعمال و حقق نجاحات متتابعة بفضل الله ثم باجتهاده وبقى غيره حيث هم و بعضهم خرج من حلبة المنافسة بالكلية ..

بدء رحمه الله من الصفر –كما يقولون- ، فهو لم يرث تجارته عن والده ولم يحقق ثروته أو ينميها استناداً إلى ما ورثه عن أبيه ، و إنما حقق ما حقق بجده و اجتهاده وكد يده ، و هذه هي العصامية ، و هو بذلك عصامي. و أما لو كان ما حققه هو استكمال لمشوار أبيه لأصبح بذلك عظامي.

و أما وفاؤه فقد تجسد فيما أبداه يرحمه الله من وفاء تجاه الوالد صالح و العم أحمد بعد وفاتهما رحمهما الله بالتواصل و السؤال عنا نحن ابناؤهما ، و أتذكر كيف ظل التقويم الهجري الذي يحمل اسم مؤسساته يحمل صور الوالد و العم مذيلة بدعاء لهما بالمغفرة و الرحمة لعدة سنوات..

بقي أن أقول أنني أذكر هذا عنه في رثائي له رحمه الله ليعلم و يتعلم أبناؤه و أحفاده أولاً و الأجيال الحالية من بعدهم كيف أن بإمكانهم –بعد توفيق الله- تحقيق نجاحات بالجد و الاجتهاد و بذل الأسباب .. و أن الوفاء و صنائع المعروف و الذكر الطيب هو أفضل ما يورثه الإنسان لمن خلفه ، وهو ما ستثبته لهم الأيام القادمة إذ سيجدون كثيراً من الناس من سيكرمهم و يحسن معاملتهم من أجل أبيهم ..

رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و ألهم أهله و ذويه و محبيه الصبر و السلوان .. و إنا لله و إنا إليه راجعون.

د. فائز صالح جمال

26/08/1436ه

بيانات النشر

519 مجتمع الرأي 28/08/1436 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://www.makkahnp.com/makkahNews/writing22/147385