تعارض البنية مع مقتضيات إدارة الحركة في المسجد الحرام

by Admin

تعارض البنية مع مقتضيات إدارة الحركة في المسجد الحرام

لا يزال يدهشني أمران في ذهنية المعنيين بتصميم مباني المسجد الحرام و المرافق المحيطة به ..

الأمر الأول هو خلط الساحات المحيطة بالمسجد الحرام بصحن المطاف باستخدام ذات البلاط الأبيض المشع نهاراً لحد إجهار النظر و إعنات الكثير من رواد المسجد الحرام ..

و الأمر الثاني -و هو موضوع هذا المقال- هو المبالغة في جعْل كل مساحات المسجد و الممرات و المسعى للصلاة ، للحد الذي يعرض سلامة و أمن المصلين للخطر من خلال سد مسارات الحركة أمامهم و أمام رجال و وسائل الأمن و الطوارئ تماماً ، و يمنع الالتزام بما تقتضيه الإدارة الصحيحة للحركة داخل و حول المسجد الحرام ، بالإضافة إلى إعاقة حركة الخدمات بما في ذلك حركة معدات النظافة و سقيا زمزم ..

وقد لفت انتباهي الأسبوع الماضي أثناء استخدامي لأنفاق جرول المؤدية لتوسعة الملك عبد الله أن مسافة معتبرة من نهاية الأنفاق من جهة التوسعة تم تكسية أرضياتها برخام صحن المطاف وفي اتجاه الكعبة المشرفة .. وهو ما يعني أن المصممين و عن سبق إصرار يعمدون إلى قفل مداخل النفق بالكامل بصفوف المصلين و هو ما يشكل حاجز بشري معيق لأي تحرك عادي أو إخلائي أوقات الطوارئ وهو ما قد يحول حالات الطواريء البسيطة إلى كوارث بسبب ما قد يحصل من تدافع ودهس -لا سمح الله- لمن سُمح لهم بالصلاة في الطرقات و الممرات .. بل حتى الوصول للحالات المرضية و الإسعافية يصبح صعباً و مهدداً لحياة أصحاب الحالات بسبب تأخر الوصول لها لإسعافها و تأخر نقلها و وصولها للمستشفيات و مراكز الطوارئ لاستكمال اسعافها و علاجها ..

و هذه المحاذير تنطبق بالتأكيد على مسارات الحركة المؤقتة داخل المسجد الحرام و الساحات المحيطة به إذ يتم السماح بالصلاة فيها أوقات صلاة الفريضة لدرجة السماح بالصلاة في الممرات المؤدية إلى حلقات المطاف المعلّق المؤقت و سدّها بالكامل و هو ما شاهدته بأم عيني قبل ليلتين وهي ممرات محدودة و قد تكون غير كافية لعمليات الإخلاء الطارئة –لاسمح الله- ..

الصحيح و الواجب أن تبقى جميع مسارات الحركة و الممرات فارغة حتى أوقات الصلوات الخمس عدا صحن المطاف و المسعى .. فهذا من مقتضيات الإدارة الصحيحة لحركة الحشود ..

وحتى المطاف و المسعى لابد من تكثيف التوعية و الجهود من أجل اخلائهما -أو حدود دنيا من مساحتهما- بشكل دائم للطواف و السعي ..

لذلك في رأيي يجب أن تتغير هذه الذهنية التي تعمد إلى حشد الناس حتى في الممرات و الأنفاق و التحول إلى ذهنية تؤمن بضرورة و أهمية وجود مسارات دائمة و ثابتة تساعد رواد المسجد الحرام على التحرك براحة و أمان و تساعد على انسيابية الحركة ..

ولن يتحقق ذلك إلاّ من خلال شبكة مدروسة بعناية من المسارات و الممرات و الطرقات الدائرية و الإشعاعية الثابتة ، و حجزها بحواجز مشابهة لحواجز مسار العربات في المسعى ، وهو ما سيمكن من وضع علامات على الأرضيات وعلى شواخص و لوحات معلقة عند التقاطعات تدل رواد المسجد الحرام على الاتجاهات سواء لمعالم المسجد الحرام أو الأحياء المحيطة به من الجهات الأربعة ..

فهل إلى من يحملون مثل هذه الذهنية من سبيل ؟! أرجو ذلك ..

وتقبل الله من الجميع الصيام و القيام و لا حرمهم من أجور و بركات ليلة القدْر.

د. فائز صالح جمال

24/09/1436ه

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

الإثنين

26/09/1436

13/07/2015

مكة المكرمة

547

الرأي

التعديل : حذف ما تحته خط

http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/155445

           

 

 

547 المسجد الحرام الرأي 26/09/1436 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/155445

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق