تزاحم الأفكار !!

by Admin

تزاحم الأفكار !!

وجدتني في حيرة عما سأكتب في مقالتي لهذا الأسبوع فقد تزاحمت الأفكار والأحداث الهامة التي يمكن التحدث حولها .. فالعام الجديد مناسبة يجب التوقف عندها ومراجعة النفس فيما سلف وكان منا ، وهي أيضاً مناسبة لاسترجاع الدروس المستفادة والعظة والعبرة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ثم احتفالات مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمرور عشرين عاماً على تأسيسها أيضاً تحتاج إلى وقفة تأمل

لهذه المؤسسة ومفهومها المتميز للأعمال الخيرية ، و إنجازاتها من الأعمال الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء ، ووقفة أخرى نسترجع من خلالها الجوانب المشرقة في شخصية من تحمل هذه المؤسسة إسمه وهو الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله ، ووقفة ثالثة أمام صورة مشرقة لبر الأبناء بآبائهم والمتمثلة فيما أقدم عليه أبناء الملك فيصل البررة من تأسيس هذه المؤسسة الخيرية التي تحمل إسم والدهم براً به وتخليداً لأعماله وذكراه الطيبة . كذلك كنت أُعد لكتابة مقال حول الحج شئونه وشجونه .. ومقال آخر حول أولويات السياحة خصوصاً وأننا بدأنا الاستعداد والتخطيط لاجازة صيف هذا العام   ..

لكنني سأتناول ما تتيحه مساحة هذه الزاوية بشيء من الاختصار فأبدأ بالعام الهجري الجديد .. الذي أتمنى أن يكون عام خير وبركة على أمة الإسلام ، وأدعو الله عز وجل أن يغفر لنا جميعاً ما سلف منا وكان من الذنوب والآثام ، وأن يوفقنا لصالح الأعمال في المستقبل من الأيام إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وأما ذكرى الهجرة النبوية فإنني استحضر منها درسا التآخي والإيثار ، فكما هو معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبان هجرته الشريفة آخى بين المهاجرين والأنصار وأنقل فيما يلي من كتاب (علموا أولادكم محبة رسول الله) – صلى الله عليه وسلم – لمعالي الدكتور محمد عبده يماني صفحة 89 تحت عنوان حدث إنساني نبيل حيث يقول : “ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وقال : ( تآخو أخوين أخوين ) فاندفع الأنصار يرحبون بهذه الأخوة ، ولم يدخروا وسعاً لتحقيق معانيها السامية .. فتقاسموا كل شيء مع المهاجرين المال والرزق والمعاش ، بل إن الواحد منهم كان يتنازل للمهاجر عن نصف بيته ، وعن إحدى زوجتيه ليتزوج المهاجر منها بعد انقضاء عدتها . ثم تعاونوا جميعاً على الجهاد في سبيل الله وصنعوا المعجزات باتحادهم وجميل أخوتهم” .

فكم نحن في حاجة لتأمل هذه الأحداث النبيلة فعلاً ونحاول أن نتعلم منها ونجعلها متأصلة في نفوسنا ونفوس أبنائنا وبناتنا فبالإيثار والأخوة الصادقة والصالحة – سواء أخوة النسب أو الدين – سيحل الإتحاد مكان الفُرقة التي تضرب بأنطابها بين أفراد وشعوب الأمة الإسلامية ، وستستعيد الأمة هيبتها ومكانتها بين الأمم وتُحمى الأوطان والأعراض فكم من ” وامعتصماه .. ” انطلقت وتعالت صرخات في سماء الأمة من نساء المسلمين فلم تجد لها رجعاً .. ، وكم من دماء سُفكت وأشلاء تناثرت .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .. والسبب الفرقة والتشرذم الذي تعيشه الأمة هذه الأيام .. فالله الله في الأخوة الصادقة .. 

وأما ما يتعلق باحتفالات مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمرور عشرين عاماً على تأسيسها فقد ازددت إعجاباً بشخصية الفيصل حيث أتاحت لي المناسبة من خلال ما قيل عنه يرحمه الله خصوصاً محاضرة سمو الأمير خالد الفيصل (الفيصل .. الملك .. الإنسان) التعرف على جوانب كثيرة مشرقة في شخصية الملك فيصل يرحمه الله لعل أبرزها اعتزازه باسلامه وعروبته وأمته وعمله الدؤوب من أجل خير ورفعة هذه الأمة ، وأقول للقائمين على مؤسسة الملك فيصل الخيرية زادكم الله توفيقاً في أدائكم لهذه الرسالة وزادكم براً بأبيكم وبأمتكم ، وبلغكم أجر هذه السنة الحسنة .

 

غرة المحرم من عام 1417هـ                                                   فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : الإثنين الموافق   3/1/1417هـ      

في صحبفة : المدينة المنورة     رقم العدد : 12093        صفحة رقم : 11 (الرأي) .

التعديل : لايوجد .

 

 

 

12093 إسلاميات الرأي 3/1/1417 المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق