تجربتي مع المرض 1

by Admin

تجربتي مع المرض (1)

و أما تجربتي مع المرض فأبسطها للفائدة لمن يعانون من مثله أو حتى غيره ..

فقد قدّر الله أن أصيب بصداع نصفي وأنا في الخامسة عشرة من عمري عانيت منه ما الله به عليم و هو بي لطيف رحيم سبحانه و تعالى ..

راجعت خلال تجربتي مع المرض و التي امتدت لأربعين سنة مستشفيات و أطباء في الداخل و الخارج ، لجأت للطب التقليدي و الطب البديل ، و العلاج بالإبر الصينية ، و بأنواع من المساج للأعصاب في الرأس و الأطراف .. و أُجريت لي كل أنواع الفحوصات و الأشعات ..

و ظل تشخيص المرض كل هذه السنين بأنه صداع نصفي أو ما يسمى بالشقيقة و بالإنجليزي Migrain و تم وصف العلاجات المختلفة على هذا الأساس ..

بالطبع الشقيقة لا يُعرف لها أسباب محددة و بالتالي ليس لها علاج ناجع ، و يظل المريض يبحث و يبحث عن بصيص أمل في التخلص من آلامه المبرحة و يطرق كل باب لعل الله يجعل خلفه الشفاء ..

ولكن من خلال التجربة أشعر أن هناك بعض التغيرات التي تطرأ على نمط حياة المريض و بعض الأطعمة قد تكون سبباً في تحريك الصداع أو زيادة حدة و طول مدة نوباته أو زيادة معدل تكرار حدوثها إلاّ أنها تظل ليست السبب في حدوثه .. و من ملاحظتي و من تنبيهات الأطباء و المجرّبين فإن من محركات الصداع:

  • الضغوط النفسية.
  • ضغوط العمل و بالخصوص قرب انتهاءها.
  • فصول السنة و عندي فصلي الخريف و الشتاء.
  • ارتباك مواعيد النوم و قلة ساعاتها عن 6 إلى 7 ساعات متصلة يومياً.
  • تغيير نظام الغذاء بشكل جوهري ومفاجيء و استمرار ذلك لأسابيع.

في تجربتي مع الصداع أنه دوري ، بمعني أنه ليس مستمراً و إنما يهاجمني لعدة أشهر من كل عام ثم يضمحل و ينصرف و هذا من فضل الله علي..

و تقريباً كل الأدوية المتعلقة بمجابهة نوبات الصداع و التي تؤخذ في بداياتها فشلت في حالتي في إيقافها .. و النجاح فقط كان للمسكنات القوية ، أو للأدوية الوقائية ، و كذلك العلاجات التي تتعامل مع الأوردة الدموية لتقبضها لتوقف النوبات ..

من الأدوية الوقائية التي استفدت منها الإنديرال في بداية استخدامه ولكن مفعوله تراجع بمرور السنوات.

و من الأدوية الفعالة التي تؤخذ أثناء النوبات لإيقافها هي إبر الإمجران تحت الجلد و لكن أيضاً سرعة المفعول تراجعت من ثواني إلى ما يقترب من ربع ساعة و أكثر ، مع أثر جانبي سلبي و هو تحفيز نوبات جديدة في فترات قصيرة نسبياً إذ من الآثار الجانبية السلبية المعروفة لأدوية معالجة الصداع أنها للأسف تكون سبباً في تأجيجه .. وهو ما يضعني في موقف يأس فظيع .. فاستخدام الدواء لوقف نوبة الصداع يُعد مجلبة للمزيد من النوبات و عدم استخدامه يعني المزيد من الآلام .. و لا أنكر أنني خلال تجربتي الطويلة مررت بلحظات ضعف و يأس جعلتني أتمنى الموت من شدة الآلام ..

لاحظت أثناء الفحوصات التي أجريتها على مدى سنوات المرض وجود بعض الاختلافات في أعراض الصداع الذي أعاني منه عن أعراض الشقيقة ، منها أن صداعي ثابت في جهة واحدة و في الغالب لا يكون مصحوب بزغللة في النظر أو غثيان و أنه موسمي أو دوري و غير مستمر و برغم ذلك ظل التشخيص أنه شقيقة و وصف العلاج مبني على ذلك ..

و في المقال القادم أكمل الحديث عن تجربتي مع المرض ..

د. فائز صالح جمال

09/02/1437ه

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

الإثنين

11/02/1437

23/11/2015

مكة المكرمة

680

الرأي

التعديل : حذف ما تحته خط

http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/148157

           

 

 

680 مجتمع الرأي 11/02/1437 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/148157

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق