تأخر الاسعاف
حدث مرة وأنا في طريقي الى الطائف عبر طريق جبل الكر حادث اصطدام سيارة بالحاجز الخرساني للكوبري الذي يقع قبل نقطة التفتيش التي تقع على طريق الذاهب إلى الطائف أسفل جبل الكر ، فأوقفت سيارتي للإطمئنان على سائق السيارة
وأتصلت من هاتف السيارة على حوادث المرور وأبلغتهم بالحادث وطلبت منهم إرسال سيارة الأسعاف ، وظللت أنتظر مع السائق لفترة 25 دقيقة حتى وصلت سيارة الإسعاف مع العلم بأن مركز الهلال الأحمر السعودي يقع قرب نقطة التفتيش التى لا تبعد سوى 2،3كم وعندما وصلت الإسعاف سأل المسعف المصاب هل ترغب في نقلك إلى المستشفى ؟! وكانت الإصابه عبارة عن فتحه أسفل الذقن نافذة إلى تجويف الفم يخرج منها الماء كلما حول المصاب الشرب .
وفي مرة أخرى حدث أن و‘جـد شخص ملقى على الرصيف في شارع ليس به حراك ،فاتصل أحد الأخوة الوافداين بالاسعاف لطلب المساعدة ففوجيء بعدم تجاوب متلقي البلاغات بالاسعاف ، وعندما هاتفت الاسعاف أستفسر عن عدم التجاوب جاءني الجواب بأن الشخص المبلغ عنه قد يكون نائم !! فشرحت له بأننا حاولنا تنبيهه فلم يستجب عندها أرسلت سيارة الاسعاف .
سقت هاتين الحادثتين اللتين تذكرتهما وأتابع برنامج أسبوعي في القناه الثانيه يدعى ((الانقاذ 911)) وحز في نفسي غياب تلك الروح التي يتعامل بها رجال الانقاذ من حماس وتفاعل وسرعة تجاوب بدءاً من تلقي البلاغات ومروراً بالمساعدة عبر الهاتف ريثما يصل الاسعاف وإنتهاءاً بوصول سيارات الإسعاف في أسرع وقت ممكن .
ففي الحادثه الأولى كان تأخر وصول الإسعاف لمدة 25 دقيقه كاف لوفاه المصاب لوكانت إصابته بالغة أومتوسطة .
وفي الحادث الثانيه نلمح تأثر متلقي البلاغات ببعض البلاغات الكاذبة . في حين أنه ينبغي أن لاتؤثر تلك البلاغات الكاذبه على التجاوب وبالحماس والسرعة المطلوبه مع البلاغات التى ترد لطلب الإسعاف .
وهنا اتسأل ماذا لوكان طالب الاسعاف – المبلّغ – هو الطفل الموجود مع المصاب المحتاج للإسعاف فهـل سيتم تجاهل البلاغ لأنه من طفل خشيه أن يكون البلاغ كاذب ؟!
إننا نتوجه للمسئولين في جميع الجهات التى لها علاقة بعمليات الإسعاف والأنقاذ من هلال أحمر ودفاع مدني ووزارة الصحة ونطلب منهم بث الحماس في موظفيهم وتذكيرهم بما لهم من الأجر و والثواب من الله عز وجل ثم الثناء من أفراد مجتمعهم
على مايقدمونـه من خدمات ، وكذلك تهيئة الأنظمـة والأجهزة التى تساعدهم على سرعة تحديد أقرب نقطـة لمكان المصاب وبالتالي سرعة الوصول إليه .
فقد روي أنه فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مراجعاً قد سبقهم إلى الصوت وأستبرأ الخبر – أى وقف على حقيقتة – على فرسى لأبي طلحة عربي والسيف في عنقه وهو يقول (( لن تراعوا))
من هذه الروايه نلحظ بالاضافـة إلى الشجاعـة التى كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة النجدة حيث أنه في حين تنبه الناس كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد عاد من مهمتــه .
فائز صالح جمال
بيانات النشر
نُشر يوم
الإثنين : 4/9/1414هـ الصحيفة: المدينة المنورة
رقم العدد 11277
رقم الصفحة23 (عالم المدينة)
11277 حكومية عالم المدينة 4/9/1414هـ المدينة رابط المقال على النت http://