بل قل أحلامنا في غرفة مكة في خبر كان !!

بل قل أحلامنا في غرفة مكة في خبر كان !!

يقول الشريف منصور أبو رياش أن (مبنى الغرفة التجارية بمكة في خبر كان) و هو عنوان مقاله بهذه الصحيفة بدايات هذا الشهر ، و الذي تحدث فيه عن صفقة بيع مجلس إدارة الغرفة لمبناها ذي العشرة طوابق في الحجون ، و أنا أقول أن جميع أحلامنا كمنتسبين لهذه الغرفة العريقة في إقامة الغرفة لمبناها الرئيسي أصبحت في خبر كان ..

فأرض الستين تم تأجيرها للبنك السعودي الأمريكي لمدة خمسة عشر عاماً ..

و مبنى الخالدية تم تأجيره للهئية العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة ..

و مبنى الغرفة في الحجون تم بيعه ضمن صفقة أثار حولها الشريف منصور بعض التساؤلات ..

و منحة أرض الخالدية التي منحت للغرفة منذ حوالي عشرة أعوام لم تطبق حتى اليوم ..

و حول كل من هذه الأحلام إن صح التعبير لدي ما أقوله .. و ليسمح لي الإخوة في مجلس الإدارة الذين تربطني بمعظمهم علاقات شخصية يسودها المحبة و الاحترام ، أن أكون معهم صريحاً و واضحاً ، خدمة للحقيقة و لمكة المكرمة و أهلها.

فأما فيما يخص مبنى الغرفة في الحجون ، فلاشك أن ما جاء في مقال الشريف منصور أبو رياش المشار إليه في مطلع هذا المقال يُعد في حال صحة ما ورد فيه من تقديرات لقيمة المبنى خطيراً للغاية ، و ينبيء عن تقصير غير مسبوق في رعاية و حماية أموال الغرفة ، و جرأة على التفريط في حقوق آلاف المنتسبين الذين هم في الحقيقة ملاك هذا المبنى ..

إذ أن العرف و النظام يفرضان إجراءات محددة عند التصرف بالبيع في أملاك عامة جماعية .. كالإشهار و الإعلان و الشفافية ، و تحقيق أقصى مصلحة و أعلى سعر ، و العرض على الملاك و أخذ موافقتهم ..

ففي مسألة بيع مبنى الحجون على حد علمي لم يصدر سوى قرار قديم من مجلس الإدارة ببيع المبنى ، و لم يتم أخذ موافقة الجمعية العمومية على هذا القرار ، و لم يتم الإعلان عن مزاد علني لبيع المبنى . و قرار البيع لا يعني عدم الالتزام ببقية الإجراءات ، و كان الواجب على مجلس الإدارة أخذ موافقة الجمعية العمومية على مبدأ البيع ، و على الالتزام بتحقيق أقصى قيمة للمبنى عبر المزايدة العامة ، ثم كان من الواجب على مجلس الإدارة أن يعلن في الصحف عن مزاد لبيع المبنى ، و هذا ما تم بالمناسبة عندما أرادت الغرفة في السابق بيع أرضها في ريع الرسام ، فقد بيعت في مزاد علني ، باشره أمين عام الغرفة و تابعه و اتخذ قرار البيع رئيس الغرفة و نائبيه –رحمهم الله جميعاً- و هذا برغم أن أحد النائبين كان عضواً في لجنة تقدير العقار في مكة و مشهود له بالخبرة الكبيرة جداً في تقييم العقار.

إن الفرق الذي ذكره الشريف منصور بين السعر المقدر للمبنى و سعر بيعه الفعلي -إن صح- فهو يستوجب محاسبة المقصر و مطالبته بالتعويض .

و أما أرض الستين فقد تم التصرف فيها أيضاً دون الرجوع للجمعية العمومية ، و اتخذ مجلس الإدارة قراراً جريئاً بإستثمار الأرض لمدة خمسة عشر عاماً في مبنى لا يزيد عن طابقين ولم يشغل سوى مساحة صغيرة من مساحة الأرض ، أي أنه استثمار هزيل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . و لا أدري كيف تم إقرار مثل هذا القرار دون إجراء دراسة علمية للجدوى الاقتصادية لمثل هذا القرار  الذي يقيد الاستثمار لخمسة عشر عاماً ، و بمبنى بمساحة صغيرة جداً ، و في مثل أرض الستين التي تتميز بموقعها المتميز على شارعين من أهم الشوارع التجارية في مكة المكرمة و يقدر أهل الاختصاص قيمتها بحوالي خمسة عشر مليون ريال ..

و أما مبنى الغرفة بالخالدية الذي طال انتظار منتسبي الغرفة له تم تأجيره للهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة ، و كلما عاتب البعض مسئولي الغرفة على هذا التصرف و حرمانهم من مبناهم الذي طال انتظارهم له تترسوا خلف زعمهم بأن ذلك تم بأمر سمو أمير منطقة مكة المكرمة -لاحظوا كلمة أمر- و أنا أشك كثيراً في تصوير مجلس الإدارة  للموضوع بأنه أمر من سمو الأمير ، فالموضوع لا يتجاوز سعي الأمانة العامة للهيئة و رغبتها في استئجار المبنى ، و أؤكد بأن سمو الامير لم يكن ليتردد لحظة واحدة في صرف النظر عن مبنى الغرفة فيما لو أبدى له الإخوة في مجلس الإدارة أهمية المبنى للغرفة و لمركز التدريب فيها و طول انتظار المنتسبين له ، و أن الغرفة برغم عراقتها لاتزال في مبنى مستأجر .

و أما أرض المنحة التي لم تطبق حتى اليوم فلن أزيد عن أنني توقعت هذا المصير قبل انضمامي لمجلس الإدارة و أثناء عضويتي فيه ، و اقترحت المبادرة إلى بناء مقر الغرفة على أرضها بالستين ، و أرفقت اقتراحي بدراسة مقارنة مبدئية بين إقامة مبنى الغرفة على أرض الستين التي تملكها الغرفة وبين إقامته على أرض الخالدية المنحة التي لم تتملكها الغرفة بعد ، و لم يُستجب لما تقدمت به ..

ولهكذا قرارات أقول أن أحلامنا في الغرفة عموماً أصبحت في خبر كان و أرجو أن يكون ذلك إلى حين ..

14/4/1424هـ   فائز صالح محمد جمال  فاكس 5422611-02 Email: fayezjamal@yahoo.com

مكة المكرمة الندوة رابط المقال على النت http://