بلاغ وحداوي

by د.فائز جمال

بلاغ وحداوي !!

مما يُشيع شيءً من التفاؤل ويُبقي على الأمل أنه لاتزال فئة من الوحداويين على عهدها مع ناديها العريق نادي الوحدة بمكة المكرمة .. وذلك بالوقوف بجوار النادي ومساندته بكل ما يستطيعون .. فقد شرفت في الأسبوع الماضي بحضور إجتماع للواحداويين حضره رئيس وأعضاء من مجلس الشرف وكذلك رئيس وأعضاء من مجلس الإدارة وجمهور من محبي النادي

، ودار الحديث حول المحور الوحيد الذي ظل في السنوات الأخيرة – بشكل أكبر مما كان – يستغرق جل اهتمام ووقت الإدارة وأعضاء مجلسي الشرف والإدارة بل وحتى المحبين والمساندين ، ألا وهو الأزمة المالية الخانقة للنادي .. مما ضيّع على إدارة النادي – كما أشار معالي رئيس مجلس الشرف الدكتور محمد عبده يماني أعانه الله ووفقه – فرصة التخطيط والتنظيم لأنشطة النادي المختلفة وتطويرها لتحقق طموحات وتطلعات الجماهير الوحدوية إلى استعادة ناديهم لأمجاده الرياضية ، ولتساهم أنشطة النادي ومنشآته في خدمة المجتمع المكي بفئاته المختلفة .

لقد لمست وفاء الفئة الباقية من الوحداويين لناديهم بشكلٍ منقطع النظير ، مع صبر ومثابرة وروح رياضية عالية ، فعلى الرغم من النتائج التي يحققها النادي في مجال كرة القدم على وجه الخصوص ولعل آخرها هبوطه الأخير إلى الدرجة الأولى ، فلا يزال الوحداوي وحداوي ويقف خلف ناديه ولم يتخل عنه وذلك على جميع المستويات سواء مجلس الشرف أو مجلس الإدارة أو الإداريون وحتى الجماهير ، والجماهير بالذات أبدت صبراً جميلاً وروحاً رياضية عالية ، فعلى الرغم من انصراف معظم الجيل المكاوي الجديد الذي لم يعهد انتصارات نادي الوحدة إلى تشجيع الأندية الأخرى المتواجدة في المقدمة ، إلا أن الجماهير الوحداوية تظل تمتلك قدرة متميزة على المواصلة والإستمرار في تشجيع ناديها العريق .

إننا ونحن أمام هذه الصورة المشرقة لعلاقات أبناء النادي بناديهم نلمح في داخلها بقعاً قاتمة تمثل تناسياً وتجاهلاً من بعض من أنعم الله عليهم من أبناء مكة المكرمة بالثراء والقدرة على المساهمة بشكل فعّال لانتشال النادي من أزمته المزمنة .

إنني استمعت إلى نبرات الحزن والأسى من هذا التجاهل من هؤلاء البعض لوضع النادي وكأن أمره لا يعنيهم من قريب أوبعيد ، ناسين أو متناسين ما لهذا النادي – لو تم تدعيمه بالشكل المطلوب – من آثار ايجابية على المجتمع المكي وما يمكنه تقديمه للمجتمع من خدمات جليلة ، لعل أبرزها حماية الناشئة من آفات هذا الزمن من خلال إشغال أوقات فراغهم واستنفاذ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع ، وكذلك بتربيتهم رياضياً وثقافياً واجتماعياً .

كما استمعت إلى تحذيرات شديدة ومتكررة في الإجتماع المشار إليه من عدد ممن لهم علاقات مباشرة  بأمور النادي ، تنذر بانهيار هذا الصرح الهام والحيوي ، إذا لم نتحرك نحن أبناء مكة المكرمة لدعم النادي مادياً كل بقدر استطاعته ، وبالأخص من أجزل الله لهم العطاء ، الذين – في تصوري – في وقوف  عدد محدود منهم بجوار النادي ما سيحقق له الكثير .

ومما سمعت أيضاً أن هناك أكثر من مسؤول كبير تساءل عن أهل مكة وعن وقوفهم بجانب ناديهم العريق ، فقد أصبحت أزمة النادي المالية المزمنة تُنبيء عن غياب ملفت لكثير ممن كان من واجبهم دعم النادي ، فأثرياء مكة المكرمة بحمد الله كُثر وهم منتشرون في أنحاء المملكة ، ومن وجهة نظري لا ينبغي استمرار الوضع على ما هو عليه ، ولذلك فإنني أنقل ما سمعت من تحذيرات من باب الإعذار وإبلاغ الصوت الوحداوي إلى من يهمه الأمر .

وهنا أود التأكيد على أنني عندما أتحدث عن نادي الوحدة لا أتحدث عن كرة القدم وهي مع الأسف مستأثرة بنصيب الأسد من ميزانية وجهد إدارة النادي ، وإنما أتحدث عن نادي الوحدة الصرح الرياضي الثقافي الاجتماعي الذي يمكن أن يستفيد من منشآته وأنشطته عدد لابأس به من فتيان وشباب مكة المكرمة وشيوخها ، آخذاً في الاعتبار الآثار الايجابية لكل ذلك في النسيج الاجتماعي لمجتمع مكة المكرمة .

وانهيار هذا النادي العريق أو حتى استمراره بهذا الضعف أمر غير محمود في حق أهل مكة ، ونتحمل جميعاً مسؤوليته أمام الأجيال الحالية والقادمة سيما القادرين منا على البذل والعطاء مادياً ومعنوياً ، فلاشك أن من حق أبناء مكة أن يكون لهم نادٍ ، بل أكثر من نادٍ ، ومن واجب الكبار توفير ودعم هذه الأندية ، فجميعنا لا يخفى عليه وقوف الأعيان والأثرياء من أبناء المدن الأخرى بجانب أنديتهم ، فمن متبرعٍ بأمواله أو بوقته وجهده ، ومن مشجعٍ بهداياه لللاعبين ، ومن مشترٍ لامتياز الاعلان على ملابس اللاعبين وعلى منشآت النادي .. وهلمجرا ..

فيا أبناء مكة هل من مجيب ؟!

2/5/ 1417هـ                                                      فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  11/5/1417هـ

في صحبفة : المدينة المنورة    رقم العدد : 12219       صفحة رقم : 11 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

 

12219 مكة المكرمة الرأي 11/5/1417هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق