الهيئة و قضايا الخلوة

by Admin

الهيئة و قضايا الخلوة

مقطع ملاحقة رجل هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لـ (فتاة النخيل مول) بالرياض أعاد إلى الأذهان الحوادث التي نتجت قبل عدة سنوات عن مطاردات رجال الهيئة لشباب و شابات تم الاشتباه في كونهم في خلو غير شرعية و ذهبت بسببها أرواح بعضهم و أصيب آخرون ..

وكنت وقتها قد شاركت في ندوة صحفية أقامتها صحيفة المدينة المنورة في مقر فرع الهيئة في مكة المكرمة  فاقترحت على مدير الفرع وقتها أحمد الغامدي أن تتوقف الهيئة عن كل حالات الاشتباه بوقوع خلوة غير شرعية بين رجل و امرأة لعدة أسباب ؛ أولها الإساءة البالغة لشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و للإسلام و شريعته السمحاء التي يغلب عليها الرفق و إقالة العثرات و الستر.

و ثانيها هو أن غالب حوادث الاشتباه تكون لزوج و زوجة و الأقل هم من يكونوا في خلوة غير شرعية ، و هذا بالمناسبة حصل مع ثلاثة من أقاربي و ذوي رحمي أثناء نزهتم رفقة زوجاتهم ، إذ يتم الوقوف عليهم و استجوابهم من قبل رجال الهيئة كلا على حدة فيثبت لهم أنهم أزواج فيتركونهم !!

إن الوقوف على الناس أو استيقافهم و استجوابهم دون أن يصدر منهم ما يخالف الآداب في الأماكن العامة أو يخدش الحياء العام هو سلوك غير صحيح و غير سوي من جهة رجال الهيئة و مزعج جداً حد القهر و الغضب لمن يتم استجوابهم. إذ يمكن تفهم استيقاف الناس و نهرهم في حال قيامهم بسلوك مشين يخالف قواعد الآداب في الأماكن العامة و يخدش الحياء حتى لو كانوا أزواج ، أما استيقافهم و استجوابهم بالشبهة و الشك فقط فهو تعدٍ غير مقبول على أعراض الناس وحقوقهم و حرياتهم و ضرره لا شك أكبر من نفعه ..

و ثالث الأسباب أن كثير من الحالات لا تنظبق عليها شروط و صفات الخلوة غير الشرعية حسب التأصيل الشرعي لها ، خصوصاً تلك التي تتم في أماكن عامة يراها و يسمعها كثير من الناس الناس ..

و عندما اقترحت على الهيئة التوقف عن ملاحقة الناس بشبهة الخلوة غير الشرعية و التحول إلى قضايا أكثر أهمية و أشد ضرر على المجتمع كان في ظني –ولا يزال- أن استمرار إنكار منكر الخلوة غير الشرعية و بالمآلات التي شهدناها و التي وصلت حد التسبب في إزهاق الأرواح هو منكر أشد إذ بالإضافة إلى الأضرار المباشرة جسدياً و معنوياً لمن تتم ملاحقتهم يتسبب في إيغار الصدور و التبغيض في الدين و الكفر بدور الهيئة في تعزيز الفضائل في المجتمع ..

بقي أن أشير أيضاً إلى ما يتبدى في سلوك بعض رجال الهيئة من شعور بالفوقية و الوصاية على الناس و سلوكياتهم ، و لعل حادثة فتاة النخيل مول تؤكد ذلك عندما أقسم رجل الهيئة بأنه أخشى عليها من نفسها ، و بالتالي أباح لنفسه مسكها و سحلها و ضربها في الشارع على مرأى ومسمع من الناس ، و قد قال ما قال بنبرة الواثق بوصايته عليها و على المجتمع من بعدها ..

لذلك فإنني أكرر توصيتي و اقتراحي على الهيئة و رجالها بالتوقف عن قضايا الخلوة و الكف عن ملاحقة الناس بالشبهات ، و الالتفات إلى قضايا أهم مثل قضايا المسكرات و المخدرات و الدعارة و ما إلى ذلك ..

و الله من وراء القصد ..

د. فائز صالح جمال

04/05/1437هـ

 

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

الإثنين

06/05/1437

15/02/2016

مكة المكرمة

764

الرأي

التعديل : حذف ما تحته خط

http://makkahnewspaper.com/article/131415

           

 

 

 

764 إسلاميات الرأي 06/05/1437 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://makkahnewspaper.com/article/131415

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق