الهاتف النقال والهاتف السيار
تلقى المواطنون بسرور بالغ وتفاؤل خبر توقيع معالي وزير البرق والبريد والهاتف عقد تطوير وتحديث وتوسعة شبكة الاتصالات السعودية مع الشركة الأمريكية.
أقول بسرور تلقينا الخبر لأن جميع المدن الرئيسية أصبحت تعاني من نقص شديد في توفير الخدمة الهاتفية وطول قوائم الانتظار ولأن كثير من المحافظات الصغيرة – إن صح التعبير- لم تصلها الخدمة أصلاً .
وأقول بتفاؤل لأننا في عصر ثورة الاتصالات وتطوير شبكة الاتصالات السعودية معناه المساهمة الفعالة في تسريع عجلة التنمية على كافة الأصعدة خصوصاً التنمية الاقتصادية ..
ولقد لفت انتباهي ما ذكره معالي الوزير في سياق كلامه عن الهاتف النقال حيث قال معاليه أن نظام الهاتف السيار القائم حالياً سيتلاشى تدريجياً إلى ان ينتهي العمل به ولم يوضح معاليه ما هو موقف أصحاب الهاتف السيار من الهاتف النقّال وماهي المزايا التى ستمنح لهم بحكم أنهم عملاء قدامى للهاتف -إن صح التعبير- وأنهم دفعوا رسوم إشتراك توازي خمسة أضعاف الرسوم الجديدة ويدفعون -ولايزالون- رسوماً فتريه مرتفعة جداً .
إن مثل هذا التساؤل أعتقد أن يدور في أذهان الكثير من أصحاب الهاتف السيّار لطول انتظارهم لتطوير هذه الخدمة ولتراجع مستوى الشبكه بشكل واضح في الفترة الأخيرة وكذلك خدمات الصيانة وقطع الغيار.
فهل نطمع في تصريح من معاليه بهذا الشأن لتطمئن القلوب !؟
والأمر الآخر الملفت في التصريح هو عزم الوزارة استحصال مبلغ عشرة ألاف ريال عند طلب خدمة الهاتف النقال لضمان الجدية. فهى المرة الأولى التى تقوم الوزارة فيها بتحصيل قيمة الخدمة مقدماً ولفترة قد تزيد عن العام قبل الاستفادة من الخدمة.
وأعتقد أن أخذ بيانات كاملة عن الشخص مقدم الطلب إقراره بالمراجعة فور إبلاغه وأن عدم المراجعه يفوت عليه أولويته في قائمة الطلبات كاف جداً دون دفع أي مبلغ خصوصاً إذا رجعنا إلى تجربة خدمة البيجر عند طرحها للمواطنين فقد فاق الطلب العرض ومازالت قوائم الانتظار تعد بالآلاف في جميع المدن الرئيسية. وأعتقد أن هذا ما سيحدث بالنسبة للطلب على خدمة الهاتف النقال فهي خدمة مطلوبة وحيوية وطال انتظارها ومما يزيد الطلب عليها أنها ستخدم سكان المحافظات والقرى التى لم تصلها الخدمة مثل تلك المحافظات التى لا تبعد سوى 60 أو 70 كم عن مدينه الطائف والتي لا يزال أهلها والجهات الرسمية بها بدون هذه الخدمة الحيوية ” الهاتف ” . !!
وهنـــاك تساؤل وهو ماذا لو زاد عدد الطلبات عن الخطوط المحددة في التوسعة الجديدة -وهو أمر متوقع- و هل سترد المبالغ لأصحاب الطلبات الزائدة ؟! أم سيتم توسعة الشبكة مرة أخرى ؟!
وكم ستستغرق هذه التوسعة من الوقت ؟! ….. الخ
فهل لنا أن نطلب من الوزارة إعادة النظر في أمر استحصال مبلغ العشرة آلاف عند تقديم الطلب والاكتفاء بذلك عند تقديم الخدمة الفعلية ؟!
والله من وراء القصــد .
فائز صـالح جمـال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 19/5/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11529 صفحة رقم : 23 (عالم المدينة)
التعديل :
الهاتف النقال والهاتف السيار
{“”id””:””6″”