الندوة والخطوة الملائكية !!

by د.فائز جمال

لقد أقدم الشيخ الفاضل الأستاذ أحمد ملائكة على خطوة جريئة مساهمةً منه في انقاذ الوضع الذي تعيشه جريدة الندوة ومطابعها ، والخسارة التي لحقت بهما وتفاقم وساء حالهما ، وذلك حسبما جاء في رسالته التي قامت بنشرها “الندوة” بعددها الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي 15/1/1416هـ ، والتي فصّل فيها فكرته التي تتلخص في تنازل المؤسسين الأوائل عن أسهمهم في المؤسسة لأبنائهم أو لمن يتوسمون فيهم الكفاءة من الشباب للنهوض بالمؤسسة وتطويرها لتستعيد مكانتها بين زميلاتها

، وقد بدأ الأستاذ أحمد ملائكة -وفي خطوة غير مسبوقة- بنفسه فتنازل عن حصته بالكامل في المؤسسة والبالغة خمسين سهما لثلاثة من أبنائه وسبعة ممن قدموا خدمات جليلة للمؤسسة بواقع خمسة أسهم لكل منهم ، وذلك إيمانا منه بفكرته في ادخال عناصر شابة لتطوير المؤسسة ، وقد وجّه الدعوة لبقية أعضاء المؤسسة لتبني نفس الفكرة .

انني أعتقد أن الشيخ أحمد أقدم على هذه الخطوة لتعثر عملية توسيع قاعدة العضوية بالمؤسسة ودورانها فيما يشبه الحلقة المفرغة منذ فترة طويلة بسبب معارضة بعض المؤسسين القدامى للفكرة واختلافهم على طريقة تقييم الأسهم القديمة والجديدة .

وهنا ما أود أن أثيره من تساؤلات هو أين تكمن المشكلة الحقيقية التي أدت الى تدهور الأوضاع في مؤسسة جريدة الندوة بهذا الشكل ؟ وهل المشكلة متعلقة بالادارة ؟  أم هي مشكلة تحرير ؟

في اعتقادي أن المشكلة تبدأ وتنتهي عند مجلس ادارة المؤسسة وذلك لسبب بسيط وهو أنه يقع على قمة الهرم الاداري وبيده مفاتيح التغيير والاصلاح ، ويظل المجلس هو المسئول الأول عما تعرضت وتتعرض له المؤسسة والصحيفة من تراجع خطير . ان اجتماع مجلس الادارة لدراسة أوضاع المؤسسة بشكل عام و أوضاع الادارة والتحرير بشكل خاص لوضع الحلول ، ومتابعة تنفيذها والمثابرة على ذلك كفيل بحل جميع المشاكل وتخطيها والوصول بالمؤسسة والصحيفة للمستوى المطلوب واللائق بشرف ومكانة البلد الذي تصدر منه .

انني اركز كلامي على مجلس الادارة لكونه كما أسلفت يقع على قمة الهرم الاداري وهو رأس الأمر في المؤسسة وبيده اتخاذ القرارات التصحيحية سواء لجهاز التحرير أو لجهاز الادارة ، وهما بلاشك العصبان الرئيسان في جسم المؤسسة ، ولما نلاحظه ويلاحظه العاملون في المؤسسة من عدم انتظام اجتماعات المجلس ، ولا أدل على ذلك من أن أحدهم وهو موظف قديم في المؤسسة لم يعرف من يرأس مجلس الادارة عندما سُئل عن ذلك .

ان مشاكل المؤسسة في نظري ليست مالية كما يحلو للبعض التعويل عليه ، بل انني أرى ان المشكلة المالية هي نتيجة لمشاكل ادارية وتحريرية بالدرجة الأولى ، ولو تابع المجلس هذه المشاكل أولا بأول لما وصل الوضع الى ما وصل اليه .

و أعتقد جازما أنه لاتزال هناك فرصه لتصحيح الوضع بأفكار يتبناها المجلس ريثما يتم البت في موضوع توسيع قاعدة المؤسسين وانضمام أعضاء جدد ، وبدون تحرك المجلس لاتخاذ خطوات جادة لمواجهة المشكلات التي تواجه المؤسسة ستكون العواقب وخيمة ، وعندها ستكون مسئولية مجلس الادارة عظيمة أمام الله عز وجل ثم أمام أهل المكرمة مكة وذلك لكون صحيفة الندوة هي الوحيدة التي تصدر من أم القرى وهي صحيفة عريقة ولها تاريخ طويل ومشرق ويجب أن تكون بالمستوى الذي يليق بمكانة وشرف هذا البلد الطاهر .

وفي ختام كلمتي هذه أرجوا من رئيس وأعضاء مجلس الادارة قبول ما جاء فيها بصدر رحب وأن يحملوها على المحمل الحسن .. فما أريد الا الاصلاح ماستطعت .. وما توفيقي الا بالله .

                                                                      فائز صالح محمد جمال

بيانات النشر

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  21/1/1416هـ

في صحبفة : المدينة المنورة     رقم العدد : 11762        صفحة رقم : 13 (الرأي) .

التعديل :

11762 صحافة و إعلام الرأي 21/1/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق