الندوة بين البكاء والتعويل!!

by د.فائز جمال

نشرت صحيفة الندوة خلال الأسابيع الماضية عدد من المقالات بأقلام عدد من الكتاب الأفاضل وبعض وجهات نظر بعض العاملين فيها حول ما تتعرض الصحيفة من تراجع لا يليق بمكانة وعراقة هذه الصحيفة العزيزة على نفوس الجميع

، ومن خلال متابعتي لتلك المقالات والتعليقات والردود باهتمام – كغيري ممن يهمهم أمر هذه الصحيفة – وجدت أن معظم ما نشر على لسان المعنيين بسير أمور الصحيفة لا يتعدى كونه بكاءا على ما وصلت اليه الصحيفة من وضع لا تُحسد عليه ، أو تعويلا على أسباب ومتسببين

وغياب مجلس الادارة !! لحدوث هذا التراجع .

فالادارة السابقة تبكي – ان صح تعبير أحدهم – على ما وصلت اليه الصحيفة ، والادارة الحالية تعوّل في ذلك على الادارة السابقة وتعتبر أنها هي السبب فيما هو واقع الآن . ونحن ان افترضنا جدلا أن الادارة السابقة كانت هي فعلا السبب فيما هو حاصل الآن فإننا نفترض أيضا أن الفترة التي مارست فيها الادارة الحالية أعمالها -وهي حسبما نُشر منذ عام 1407 هـ- كافية جدا لتجاوز أخطاء الادارة السابقة والنهوض بالمؤسسة الى الأمام .

و لاعتقادنا بأن المشكلة ليست هناك بحثنا بين هذا البكاء وذلك التعويل عن صوت مجلس الادارة الذي لم نسمع منه أي تعليق أو وجهة نظر فيما حدث ويحدث ، فلم نجد له صوتا يبث الأمل في النفوس ويطمئنها على مستقبل هذه الصحيفة الغراء ، وهو أمر ملفت للنظر فعلا ، والأشد غرابة فيما نحن بصدده هو أن مجلس ادارة الندوة لم يجتمع منذ أكثر من عامين – كما نُشر بقلم رئيس تحريرها – ، وكأن أعضاءه فضلوا البقاء في مكان المتفرج مما يحدث طول هذه الفترة وكأني بهم لايزالون ينتظرون النهاية  !! وما زلت أتساءل كيف يمكن لمجلس ادارة لأي مؤسسة كانت أن يضطلع بمسؤولياته و يمارس صلاحياته في ادارة تلك المؤسسة ورسم سياساتها وخططها المستقبلية وهو لم يجتمع لفترة تزيد عن العامين ؟؟ فما بالنا  بمؤسسة صحفية عريقة كمؤسسة الندوة ؟!

ان عدم ممارسة مجلس الادارة لدوره في دعم الإدارة والتحرير وتوفير الامكانات في الحدود المتاحة لكي يضطلعوا بأدوارهم وتحقيق الأهداف المرسومة وكذلك في نفس الوقت عدم ممارسة دور الرقابة على أدائهم ومحاسبتهم على جوانب القصور هو ما أوصل الصحيفة الى ما وصلت اليه .

ان أي حلول مقترحة أو تُقترح مستقبلا سوف لن يكون لها تأثير في واقع المؤسسة مالم يقم مجلس الادارة بدوره ويأخذ بزمام المبادرة لإنقاذ الصحيفة من الانهيار. حتى أشهر الحلول المقترحة وهو توسيع قاعدة العضوية سوف لن يتحقق له النجاح مالم يبادر مجلس الادارة الى تبني الاقتراح ومتابعة تحقيقه مع جهات الاختصاص وتذليل العقبات التي تعترضه. وجانب آخر مهم وهو أن من سيشاركون بأموالهم وقد لا يكون لديهم الوقت للمساهمة في الادارة من خلال مجلس الادارة يحتاجون الى ما يشجعهم على دفع أموالهم لدفع هذه المؤسسة الى الأمام ويضمن لهم عدم ضياعها أو تآكلها نتيجة للخسائر المستمرة ، وأعتقد أن وضع المؤسسة و مجلس الادارة وعدم اجتماعه لتدارس أوضاع المؤسسسة قد لا يشجعهم ، أقول قد لا يشجعهم .. والله ولي التوفيق وهو الملهم للجميع الصواب.

10/2/1416هـ                                                   فائز صالح محمد جمال

بيانات النشر

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  12/02/1416هـ

في صحبفة : المدينة المنورة     رقم العدد : 11783        صفحة رقم : 13 (الرأي) .

التعديل :

11783 صحافة و إعلام الرأي 12/02/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق