اللهم غبطة لاحسد !!

by Admin

اللهم غبطة لاحسد !!

جدة جاءها الخير على جملين – كما يقول المثل – فبعد طول انتظار وتكرار المطالبة بإنشاء مكتبة عامة في مدينة جدة ، احتفل رجال أعمالها خلال الأسبوع الماضي بوضع  أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حجر الأساس لمكتبة جدة العامة ، وفي نفس الأسبوع تلقى سموه تبرعاً سخياً من لدن خادم الحرمين الشريفين لمشروع مكتبة الملك فهد العامة بجدة ،

فهنيئاً لأهالي جدة ومثقفيها بهذه المكرمة وهذا الإنجاز ، و نرجوا أن تحقق المكتبتان أحلام وطموحات أهالي جدة وأن تكونا في خدمة جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءأ ، كباراً وصغاراً ، وأن توفر لهما أحدث تقنيات الحصول على المعلومات وقنوات الإتصال بكبرى المكتبات ومراكز البحث والجامعات وبنوك المعلومات في شتى انحاء العالم .

ونحن في مكة المكرمة نغبط أهالي جدة ولا نحسدهم بطبيعة الحال ، ونتمنى أن يتحقق لدينا ما تحقق لديهم ، وإن كانت مكرمات خادم الحرمين الشريفين لازالت تتوالى علينا في مكة المكرمة ولعل من آخرها صدور أمره الكريم بمنح قصر الضيافة بمكة المكرمة لجامعة أم القرى ليُضم كتوسعة لقسم الطالبات الذي شهد تكدساً في أعدادهن ، إلا أننا لازلنا نطمح إلى المزيد ونتمنى في هذا الصدد أن يُشرع في بناء مشروع مكتبة الحرم الشريف وبالمستوى الذي يليق بمكانة هذه المكتبة العريقة ، وينسجم مع طموحات خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لمكة المكرمة والمدينة المنورة ، فمحتويات المكتبة الآن في مبنى مستأجر لا تتوفر فيه وسائل الحماية الخاصة للمخطوطات والكتب القديمة و النادرة من التلف ، وكما هو معروف أن المكتبة تضم كنوزاً من المخطوطات والكتب النادرة الشيء الكثير .

أولويات السياحة

في البداية أود التأكيد بأنني لست ضد السياحة الخارجية ، ولست من دعاة الإنغلاق والعزلة عن العالم والتقوقع على النفس ، ولكنني أرى من وجهة نظري المتواضعة أنه لابد لنا من وقفة تأمل لموضوع السياحة وأن نُعيد ترتيب أولوياتها .. خصوصاً إذا علمنا أن ما ننفقه – نحن السعوديين – على السياحة خارج المملكة يقارب العشرين مليار ريال سنوياً .

وكما هو معروف أن هذا الإنفاق بلاشك  يُعتبر بمثابة استنزاف لاقتصادنا الوطني ، في حين أنه يساهم بشكل أو بآخر في دعم اقتصاديات الدول السياحية التي نسافر إليها ، ومن هذا المنطلق أرى أن واجبنا الوطني والديني يحتم علينا – مادمنا سننفق على سياحتنا هذه المبالغ لامحالة – أن نضع نصب أعيننا أولويات لهذا الإنفاق بما يعود علينا وعلى أمتنا بأقصى فائدة ، فيكون للسياحة الداخلية النصيب الأوفر والأولوية المطلقة ، ثم يأتي بعد ذلك السياحة في الدول العربية والاسلامية ، ثم بعد ذلك الدول الأخرى مع الابتعاد قدر الإمكان عن السياحة في الدول الأكثر عداوة للإسلام والمسلمين ، إذ ليس من المعقول والمنطق أن يقوم المسلم بدعم دولة يعلم أنها تساهم بشكل أو بآخر في قتل تشريد المسلمين أو تعين على ذلك ، خصوصاً إذا علمنا أن معظم دول العالم تعتمد إيراداتها على ما تحصله من الضرائب ، فلنا أن نتصور كيف يمكن لأحدنا أن يساهم في قتل إخوانه المسلمين من حيث لا يشعر ، فجزء لابأس به مما ندفعه خلال سياحتنا في أي دولة مقابل المسكن والمأكل والمشرب والترفيه والمشتريات المختلفة يذهب إلى خزينة الدولة في شكل ضرائب يدفعها مقدموا تلك الخدمات .. وكما هو معروف أن جزءاً من إيرادات هذه الدولة يوجه للإنفاق على التسليح ، الذي قد تسكن رصاصة واحدة منه فقط في قلب مسلم فترديه قتيلاً ..

قد يقول البعض أنني أبالغ .. وقد يقول البعض وما يُفيد امتناع شخص أو أشخاص عن الذهاب إلى تلك الدولة ؟! ويقول ثالث أن السياحة في بلادنا وبعض البلاد الاسلامية مازالت دون مستوى السياحة في البلاد التي سبقتنا في هذا المضمار .. وأنا أقول أنه ليس في الأمر مبالغة فلولا أهمية السياحة في دعم اقتصاديات الدول لما حظيت بكل هذا الإهتمام من جميع الحكومات ، وسمعنا وشاهدنا كيف تتأثر الدول السياحية اقتصادياً عندما تحدث ظروف تحول دون وصول السيّاح إليها ، وأما ما يتعلق بالفائدة من وراء الامتناع عن السياحة في الدول المعادية للإسلام والمسلمين ، فأضعف الإيمان احتساب أجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، وعندما نتواصى جميعاً بهذا الحق ستصبح الفائدة أعم وأكبر وسنلمس أثراً طيباً على اقتصادياتنا واقتصاديات عالمنا الاسلامي ، وفي نفس الوقت يجعل الدول المعادية لنا تعيد بعض حساباتها معنا . وأما ما يتعلق بمستوى الخدمات السياحية لدينا ومقارنتها بما هو متوفر في الدول السابقة في هذا المضمار فقد يحتاج الأمر إلى تفصيل نأتي عليه في مقالة خاصة مستقبلا انشاء الله .

8/1/ 1417هـ                                                    فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر يوم الإثنين 10/1/1417هـ

الصحيفة :المدينة المنورة   رقم العدد  12100   رقم الصفحة  11 (الرأي)

التعديل : لا يوجد

 

12100 حكومية الرأي 10/1/1417 المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق