الرويس و تطوير العشوائيات .. سئمنا الدراسات فمتى التنفيذ ؟
لعلي أبدأ المقال بما يتعلق بمشروع تطوير الرويس الذي أمر سمو أمير المنطقة بإيقافة لاكتشاف خطأٍ في تحديد الجزء العشوائي فيه ، و أنقل شكر و امتنان بعض أهالي الرويس لسموه ، و أملهم في أن يحفّز ذلك كل مسئول على الاعتراف بالخطأ عندما يتبين له و العودة للصواب و الحق و الإنصاف ..
و مطالبتهم بإصدار توجيهات سموه للجهات الحكومية التي سبق أن أوقفت تقديم خدماتها مثل إصدار تصاريح البناء و تصاريح المحلات التجارية بناءً على اعتماد المشروع ، إلى إعادة تقديم ما أوقفته من خدمات باعتبار إيقاف المشروع لإعادة الدراسة ودون ربط ذلك بإرادة شركة التطوير ..
و أما تطوير العشوائيات فقد تسرب إلى نفسي شعور بأن الدراسات الجديدة و المتكررة أصبحت لشغل وقت الفراغ الذي تعيشه الجهات المعنية بهذه القضية نتيجة لعدم بدء التنفيذ للدراسات السابقة ..
فقد بدأت دراسات تطوير العشوائيات باعتبار القناعة بسلبياتها منذ حوالي عشرين عاماً ، بينما التنفيذ لا يزال مراوحاً مكانه ، بينما سلبيات و مشكلات العشوائيات التي يعاني منها سكانها و بقية سكان المدن تزيد و تتفاقم باستمرار..
و كان آخر ما طالعتنا به الصحف خلال الأسبوع الماضي هي توصيات ورشة كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة ، التي لم يكن فيها أي جديد سوى أنها حمّلت المواطنين و المقيمين مسئولية تكوين المناطق العشوائية تأسيساً على “غياب التوعية بمضامين التعليمات التي تمنع البناء بدون تصريح” و “أن المناطق العشوائية نشأت باجتهاد الأفراد و ليس الدولة” .. يا سلام !!
و قد تضمن الخبر الذي نُشر بهذه الصحيفة بتاريخ 23/3/1434هـ جملة من المعلومات و التوصيات التي طالما تم عرضها و المطالبة بها مراراً و تكراراً ، مثل ارتفاع نسب الجريمة في العشوائيات ، و نمو معدلاتها عاماً بعد عام ، و النظر في قلة تعويضات ملاك العقارات وعدم كفايتها لتوفير المسكن البديل ، وإعداد دراسة دقيقة عن الأسر الفقيرة و المعدمة اقتصادياً و اجتماعياً ، وأن على شركات التطوير توفير مساكن بديلة لهذه الفئة ، و أن سكان الأحياء العشوائية يعانون البطالة و الفقر و عدم التعليم ، و عدم حمل أعداد كبيرة منهم لأي هوية ، و المطالبة بالتركيز على تنمية انسان العشوائيات ، و التحذير من نشوء عشوائيات جديدة ..
فكل ما تم ذكره ليس فيه أي جديد ، و أصبحنا نكرر دراساتنا و اجتماعاتنا و كلامنا وتوصياتنا ، التي لا تجد طريقها للتنفيذ ، السؤال لماذا ؟ والإجابة غير معروفة ..
إن الواقع الذي نعيشه خطير و محيّر في نفس الوقت !! فالموارد المالية و البشرية متوافرة ، و الدراسات و الأفكار و التوصيات مطروحة ، و المخاطر معروفة و متفاقمة ، ولكن لا زالت الإرادة غير مفعّلة ، و إدارة التنفيذ متوقفة!!
و الملفت أنك لا تجد في التوصيات حتى الآن ما يُبشّر ببدء الدولة مباشرة التطوير وخلخلة بعض العشوائيات ولو كمرحلة أولية ، تسمح بانطلاق مبادرات لاحقة سواء من الحكومة أو من القطاع الخاص ، و لا يزال الاعتماد في هذا المشروع الوطني الهام على مفهوم الإزالة الكاملة للحي العشوائي و تسليمه للقطاع الخاص وفقاً لمفهوم الاستثمار و محدداته التي قد تؤجل المشروع لعقود أخرى ، و هذا بالطبع مخصص للمناطق العشوائية الجاذبة له ، التي قد تكون أقل خطورة من غيرها و أولوية معالجة آثارها الأمنية و الاجتماعية متأخرة ..
فيا إخوننا المسئولين يكفينا دراسات و اجتماعات و توصيات و محاضر ، و نريد الفعل و التصحيح و المعالجة السريعة ، فأمن الإنسان و رفاهيته و تنمية مدنه و توفير الحياة الكريمة له ليست من سقط المتاع حتى نظل نرواح كل هذه العقود -و لا أقول السنين- في مكاننا و المشاكل تجري و تتضخم من حولنا ..
فمتى تنطلق مشاريع الحكومة لتطوير العشوائيات ؟ متى ؟
26/3/1434هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5450077-02 Email:fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
السبت |
28/3/1434 |
9/2/2013 |
المدينة المنورة |
18189 |
الرأي |
التعديل : لا يوجد. |
|||||
18189 شئون بلدية صفحة الرأي 28/3/1434 المدينة A r