التعامل الحضاري في أجهزة الأمن العام

by Admin

التعامل الحضاري في أجهزة الأمن العام

في أكثر من مرة قرأت و سمعت من سعادة الفريق أسعد عبد الكريم الفريح إبان توليه الإدارة العامة للجوازات تأكيده على الأسلوب الحضاري في التعامل مع مخالفي نظام العمل والإقامة ، أي حسن المعاملة و الحفاظ على كرامة و شعور المواطن و المقيم أثناء التعامل معه والتعاطي مع قضاياه ، و هو توجه محمود من سعادة الفريق .

فالشكوى من تصرفات و سلوكيات بعض الأفراد في التعامل مع المواطنين و المقيمين لازالت قائمة ، و أوضاع غرف التوقيف سواء في إدارات المرور أو في أقسام الشرطة أو ادارات الترحيل سيء جداً ، و التكدس الذي يحدث في بعض الأحيان يجعل الأوضاع أكثر سوءً ، ففي الحالات التي تنشط فيها الحملات ضد المخالفين تصل المساحة المخصصة للشخص الواحد في غرف التوقيف إلى أقل من متر مربع ، و هو وضع غير مقبول انسانياً. 

وهذا يقودني إلى موضوع هذا المقال وهو ترسيخ الأسلوب الحضاري في التعامل في جميع مرافق جهاز الأمن العام ، سواءً عند  إلقاء القبض أو عند التحقيق ، أو في غرف التوقيف ، أو في السجون ، أو في جميع تعاملات رجال الأمن مع المواطن والمقيم ..

و أتمنى على سعادة الفريق أسعد عبد الكريم وقد تولى مسئولية الأمن العام ككل أن يولي هذا الجانب جزءً من اهتماماته ، وأن يعمم هذا التوجه على جميع مرافق وأجهزة الأمن العام ، إلى أن نجد ذلك واقعاً معاشاً ، وليس توجهاً أو شعاراً دون تطبيق ..

و في تصوري لكي ننجح في تحقيق هذا التوجه لابد لنا من تحقيق ثلاثة أمور :

الأول : وضع ضوابط ومعايير تحدد أسلوب التعامل مع أصحاب القضايا ، و تحديد مواصفات لأماكن توقيفهم أو احتجازهم وسجنهم .

الثاني : بذل جهود توعوية كبيرة لأفراد و ضباط الأمن العام ، خصوصاً التوعية الدينية التي تركز على مراقبة الله عز وجل و حسن المعاملة و التخويف من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان .

الثالث : توفير آليات للرقابة و التحقق من التزام جميع رجال الأمن بمقتضيات الأسلوب الحضاري في التعامل مع جميع أصحاب القضايا المختلفة دون تفريق ، و لعل من ضمن هذه الآليات تكوين لجان محايدة للرقابة ، تقوم بزيارات مفاجئة ومتكررة لأقسام المرور والشرطة و البحث الجنائي والمباحث و غرف التوقيف والسجون وغيرها من مرافق الأمن العام ، للتأكد من الالتزام بالأساليب الحضارية في التعامل مع أصحاب القضايا المختلفة ، و من مدى توفر الحياة الكريمة في أماكن احتجازهم ، وحبذا لو اشتملت هذه اللجان على أشخاص مدنيين من خارج جهاز الأمن العام لتعزيز حيادها ، و أن يراعى فيمن يختار لهذه اللجان أن يكونوا من ذوي الخبرة و الصلاح و الحماس لتعميم الاسلوب الحضاري في التعامل مع أصحاب القضايا المختلفة ..

و قد لا أكون في حاجة للتذكير بأن تحقيق هذا المطلب سوف يكون مجلبة لرضا الرب سبحانه وتعالى أولاً ، ثم رضا و ثناء خلقه عز وجل ثانياً ..

مع خالص تمنياتي لسعادة الفريق أسعد عبد الكريم و جميع قيادات الأمن العام بالتوفيق و السداد ، والله ولي ذلك والقادر عليه .

25/12/1420هـ   فائز صالح محمد جمال    فاكس 5422611-02E-mail: fayezjamal@yahoo.com


بيانات النشر

نُشر يوم : الأحد الموافق 27/12/1420هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12597        صفحة رقم : 5 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

 

12597 الداخلية و الأمن صفحة الرأي 27/12/1420 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق