الإرهاب الكندي
نشرت هذه الصحيفة الغراء في عددها الصادر يوم الخميس الماضي 7/6/1415هـ صور على صفحتها الأولى لأعمال تعذيب وقتل مارسها الجنود الكنديين وهم من قـــــوات (حفظ السلام) في الصومال .. صور تقشعر لها الأبدان وتُنبئ عن بشاعة ووحشيه هؤلاء الجنود مع شيء كثير من البجاحة والجرأة بتصويرهم لأفعالهم الهمجية تلك.
وقد أثارت تلك الصور الكثير من مشاعر الحزن والأسى في نفوس جميع من وقعت أعينهم عليها.. وعمقت الجرح.. جرح هوان أبناء هذه الأمة على أصحابها ..
والمضحك المبكي في هذا الخبر أن نشر تلك الصور كان من قبل وسائل الاعلام الكندية نفسها وأن النشر جاء على إثر تبرئه آخر الجنود المتهمين في هذا الأعمال الوحشيه ..
ومما يثير العجب أن الأعمال تمت خلال عام 1993م وتم استبدل القوات الكندية بقوات ألمانية على إثر تلك الأعمال ولم تنشر وسائل الإعلام الإسلامية والعربية في حينها شيئاً عن تلك الأعمال الهمجية لقوات الدول (المتحضرة) راعية حقوق الإنسان والحيوان .. والقرود والحيتان.. ويأت النشر بعد ما يقارب العام وبعد تبرئة آخر المتهمين !!
والتساؤل الذي دار في ذهني وأنا أشاهد تلك الصور هو إلى متى سنظل نشاهد ما يفعل بإخواننا في أنحاء المعمورة دون أن نحرك ساكنا ؟! هل سنكتفي بالشجب والتنديد ؟!
إنني أعتقد أن وحدة الأمة الإسلامية هدف وغايه لابد من تبنيها لأنها هي الوسيلة الناجعة لكل مانحن فيه من ذل وهوان ومن خلالها يمكن توظيف العلاقات التجارية والدبلوماسية وغيرها مع الدول المعتدية لخدمة مصالح الأمة.
واذكر في هذا المجال قرار رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بفرض حظر على الشركات البريطانية ومنعها من دخول مناقصات حكومية بسبب اتهام البريطانيون لحكومته بالفساد. وقد خسر البريطانيون الكثير بسبب هذه الحظر ومن ضمن ما خسرته الشركات البريطانيــة عقد بناء مطار كوالالمبور الجديد وهو من العقود الكبرى.
وكم أتمنى أن تنحى جميع الدول الإسلامية هذا المنحى في تعاملها مع أمثال تلك الدول لأن هذه هي اللغة -وأعنى التجارية- التى يفهمونها بسرعة ويتجاوبون معها بشكل أفضل.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تساءلت أين وسائل الإعلام العربية والكتاب العرب والمسلمين عن الإرهاب الذي يمارسه الغربين وغيرهم ضد أبناء هذه الأمة ؟! فالإعلام الغربي يطلق مصطلح الإرهاب على أعمال مقاومة الاحتلال للأرض العربية بينما لا يستخدمها عندما يمارس الإرهاب فعلاً من قبلهم أومن قبل من يجري جريهم ويدور في فلكهم.
ولأحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،،
فائز صـالح جمـال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 11/6/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11550 صفحة رقم : 23 (عالم المدينة)
التعديل :
11550 سياسة عالم المدينة 11/6/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://