إلى متى ؟؟ (7) ـ

by Admin

إلى متى ؟؟ (7)

لعلي في هذا الأسبوع أنهي هذه السلسلة من المقالات المعنونة بـ (إلى متى؟؟)  بمجموعة من التساؤلات وبشكل مختصر ، وأختم باقتراح إلى مجلس الوزراء الموقر ..

فالسؤال الأول إلى معالي وزير المواصلات هو : إلى متى سيستمر طريق الجنوب الساحلي يحصد البشر في مسلسل يومي و دامي ، فقد ذهب ضحيته الآلاف من القتلى ، و أضعافهم من الجرحى والمصابين و أمثالهم من الأرامل واليتامى ، و لا نعتقد أن الاعتمادات المالية هي السبب ، لأننا رأينا الكثير من المشاريع نُفذت سواء لوزارة لمواصلات أو لغيرها في أنحاء المملكة و بمبالغ تفوق تكاليف مشروع ازدواج طريق الساحل ، منذ أن أمر خادم الحرمين الشريفين وفقه بازدواجه منذ ما يزيد عن العشرة أعوام ، وقد لا نحتاج يا معالي الوزير أن نذكر بأن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرفة ، فهلا ساهمتم في حقن دماء إخوانكم المسلمين على طريق الموت هذا ؟؟

و السؤال الثاني هو : متى سيصدر نظام العمرة الذي طال انتظاره ، وهو النظام الذي سيقضي على ظاهرة تخلف العمرة ، كما قضى نظام الطوافة على تخلف الحج ، وسيخفف من الجهود و الأموال المتكررة التي تبذلها إدارة الجوازات على مدار شهور العام ، و بالتالي سيسمح باستقبال أعداد أكبر من المعتمرين ..

السؤال الثالث : متى سترى الهيئة العليا لتطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي طالب بها مجلس المنطقة في نهاية دورته الأولى النور ، فالمحروسة مكة المكرمة في حاجة ماسة لآلية هذه الهيئة -كما هي في الرياض- للتخطيط لمستقبل المدينة و لتوحيد الجهود المشتتة بين عدة جهات و لإنجاز الكثير لهذه المدينة التي تُعد هي و طيبة الطيبة الواجهتان الرئيسيتان لمملكتنا الحبيبة ، و اللتان تبرزان مستوى ما تقدمه الدولة السعودية لخدمة الإسلام و المسلمين ، فهما تستقبلان الملايين من الحجاج والمعتمرين و الزوار القادمين من أنحاء العالم و على مدار العام ..

السؤال الرابع : متى سيُعتمد مخططا الهدى و الشفا ، حتى لا تتحولان إلى قريتين عشوائيتين ، فالمشاهد بعد أن سُمح بالبناء منذ عام 1411هـ هو عشوائية البناء ، وعشوائية الخدمات ، وغياب الشوارع الرئيسية والفرعية باستثناء الخطوط الدائرية وبعض الوصلات ، حتى أن أحد سكان الهدى ذكر لي بأن المتعمد لدى البلدية بالنسبة للشوارع هو ما يُسمى بأسبلة البهائم -كرمكم الله- ، وعلى من يريد البناء على أحد جانبي هذه الأسبلة أن يرتد بما يعادل 3 أمتار وكذلك على الجانب الآخر ليكون الشارع ، و لعل هذا ما يُفسر تعرج الشوارع الترابية و بعض الوصلات الموجودة الآن ، التي كانت في يوم من الأيام أسبلة للبهائم ، فهل هذا معقول ؟

إن هذه التساؤلات و غيرها كثير يدعوني لأن أقترح على مجلس الوزراء الموقر باستحداث آلية لتسريع خطوات و إنجازات اللجان المكلفة بدراسة المشاريع و الأنظمة ، و ذلك سواءً على مستوى مجلس الوزراء أو مجلس الشورى أو الوزارات والصالح الحكومية ..

آلية يكون من أهم وسائلها تحديد وقت عمل كل لجنة تُشكل  لدراسة أي مشروع أو فكرة أو نظام ، و يتم في قرار تكوينها تحديد أوقات اجتماعاتها ، وبرنامج عملها طوال مدة بقاءها ، و الأهم من ذلك تحديد تاريخ  معين لفراغها من مهمتها وتقديم توصياتها ..

فالملاحظ أن هناك الكثير من اللجان تظل منعقدة لفترات طويلة ، وتظل المشاريع المكلفة بدراستها لسنوات طويلة و هي قيد الدراسة ، في حين أننا في عصر انطبع بطابع السرعة ، و علينا مواكبته ..

ففي العالم المتقدم نرى الأمم تتقدم بشكل سريع في عصر الفضاء و المعلومات والانترنت ، و هي  في سباق مستمر مع الزمن لضمان التفوق والمحافظة عليه ، وأصبح تقدم تلك الأمم وكأنه مرتبط بسرعة الحاسبات الآلية التي أصبحت تتطور على مدار الساعة ، فما تشتري جهاز حاسب إلاّ و بعد ذلك بعدة أسابيع فقط تشعر بأنه تقادم بسبب ظهور موديل ذا مواصفات أفضل ، و هو ما يُشعرك  بالتخلف عن الآخرين الذين امتلكوا الجديد ، و خطوات التقدم لدى الأمم المتقدمة تتراكم بشكل كبير و مستمر و تفضي إلى مزيد من التقدم ، و نحن إن لم نواكب ما يقتضيه العصر من السرعة سنجد أنفسنا في تخلف مستمر عن ركب الحضارة البشرية ..

صحيح أنه في التأني السلامة كما يقولون ، ولكن علينا أن لا نُفرط في التأني لأنه قد يفضي إلى عكس السلامة لاسمح الله .. و علينا أن نتذكر أيضاً أنهم يقولون خير البر عاجله ..

والله ولي التوفيق ..

16/11/1419هـ                                                                    فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق 18/11/1419هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12264        صفحة رقم : 9 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

 

12264 حكومية الرأي 18/11/1419 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق