إدارة الحركة في المسجد الحرام

by د.فائز جمال

إن المتتبع لحركة المصلين والطائفين داخل المسجد الحرام وخارجه خصوصا أيام الازدحام في ليالي رمضان أو موسم الحج يلاحظ أن إدارة هذه الحركة لاتزال تحتاج للمزيد من العناية والاهتمام من قبل الجهة المسؤولة عنها -التي أعتقد أنها شرطة الحرم – وتزداد هذه الحاجة بمرور السنوات للتزايد المطرد في أعداد الزوار والحجاج والعمار .

فكثيرا ما نشاهد وبشكل شبه متكرر يوميا خلال شهر رمضان المبارك وخصوصا في العشر الأواخر اصطدام حركة الدخول مع حركة الخروج والذهاب مع الإياب داخل الممرات وتوقف الحركة تماما مما يؤدي إلى تعالي الأصوات والصراخ أحيانا خوفا من الإختناق .

ولقد ظللنا – وبدون مبالغة – طوال شهر رمضان المبارك الماضي نشاهد معاناة المعتمرين والمصلين وبالتحديد في منطقة الرواقات مقابل باب السلام وذلك بسبب أن المعتمرين الذين أنهوا طوافهم و اتجهوا نحو باب الفتح يرغبون في الاتجاه الى الصفا لبدأ السعي ولعدم وجود ممرات كافية لهم يحاولون الوصول من خلال الصفوف ، فيصطدمون خلال سيرهم بين الصفوف بدواليب المصاحف وبرادات زمزم وبعض الأعمدة مما يضطرهم لشق الصفوف بحثا عن منفذ أو العودة من حيث أتو ، وأحيانا يضطرون للوقوف أمام المصلين فيعيقون ركوعهم  وسجود هم .

ومما ذكرت سابقا نلاحظ أن أسباب المشكلة تنحصر – فيما أفترض – فيما يلي :

أولا : أن عدم وجود ممرات كافية ومنظمة يعيق الحركة داخل المسجد الحرام وخارجه .

ثانيا : ان كثيرا من الزوار والعمار يجهلون معالم المسجد الحرام ويخطئون الطريق إليها .

وبناءا عليه فإنني أرى أن الحل للإفتراض الأول يكمن في توفير ممرات خالية من المصلين لتسهيل الحركة وذلك من خلال :

1- تحديد ممرات من الكعبة وهي مركز الحرم إلى الخارج كالموجودة الآن بعد إعادة دراستها لمراعاة حركة الطواف  وتتقاطع مع هذه الممرات ممرات على شكل دوائر حول الكعبة تشبه فكرة الخطوط الدائرية في المدن وأعني بالتحديد وضع حواجز معدنية مناسبة (ثابتة – متحركة) بمعنى أنه يمكن تثبيتها في أكثر من مكان ليسهل توسيع وتضييق الممرات حسب الحاجة وذلك لتسهيل مهمة الأخوة الجنود المناط بهم اخلاء هذه الممرات عقب صلاة الفريضة .

2- الحزم مع من يصلون في الممرات ومنعهم بشدة من ذلك لعدم الإضرار بعموم المسلمين في الحرم .

3- مساهمة جميع من يعملون داخل الحرم في هذا العمل بعد ايضاح خطة الحركة لهم .

4- تنظيم الحركة على الممرات كأن يلتزم كل شخص الجانب الأيمن أثناء سيره فيها ومنع معاكسة  الطواف.

وأما ما يتعلق بالافتراض الثاني فإن الحل يكمن  في الإيضاح والتوعية لمرتادي المسجد الحرام من خلال :

1- وضع خرائط خارج المسجد الحرام وفي الساحات المحيطة به وبعدة لغات (حية) تحدد جميع معالمه : الكعبة  المقام الحطيم بئر زمزم الصفا والمروة بداية الطواف بداية السعي الأبواب والسلالم المؤدية للأدوار العليا والسفلى وكذلك الخدمات الموجودة داخل الحرم وساحاته في الخارج كالشرطة والصحة ودورات المياه وأماكن الوضوء …الخ .

2- وضع لوحات عند الأبواب وفي الممرات الرئيسية داخل المسجد الحرام وخارجه تحمل أسهم تشير الى تلك المواقع بأشكال مختصرة و ذلك أسوة بما هو قائم في المطارات – مثلا – بما في ذلك الكعبة المشرفة و هي أبرز ما في المسجد الحرام لأن المسجد قد اتسع وكثرت مداخله ومخارجه ومن يدخل من الدور الثاني على سبيل المثال قد يصعب عليه معرفة أقرب طريق إلى المطاف .

تعقيب

اطلعت على ما كتبه الأستاذ الفاضل عبدالله خياط في زاويته مع الفجر بصحيفة عكاظ يوم الأربعاء 21/10/1415هـ  ولقد عجبت من تأييده لما جاء في كلمة الدكتور عبدالعزيز داغستاني المنشورة في “اليمامة” بتاريخ 14 شوال عن عمل المرأة (بنسبة 100% ) هذه الـ 100% هي مصدر العَجَب .. وسؤالي للأستاذ عبدالله خياط هو هل الحفاظ على المرأة ومنع اختلاطها بالرجال الأجانب يعتبر مرضا فكريا وعمليا كما جاء في كلمة الدكتور الداغستاني ؟ وهل المرأة التي ترعى شئون بيتها وزوجها وتربي أولادها تعتبر عاطلة عن العمل وتضم الى كادر البطالة ؟  وأما ما ورد في احصائية “اليوم” فهو لا يمثل العدد الحقيقي لسيدات الأعمال لأن هناك الكثير ممن يتاجرون- أعني يمارسون التجارة – بأسماء زوجاتهم وبناتهم . وللحديث حول عمل المرأة بقية .

24/10/1415هـ                                                 فائز صالح جمال

بيانات النشر

نُشر : يوم : الاثنين الموافق 26/10/1415هـ

في صحيفة : المدينة المنورة    رقم العدد : 11678     صفحة رقم : 13 (الرأي) .

التعديل : لايوجد .

11678 المسجد الحرام الرأي 26/10/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق