أما آن لهذا الحلم أن يتحقق ؟؟!
لايزال مركز مكة الطبي بالنسبة لأهالي مكة المكرمة بمثابة الحلم ، حتى وإن أصبح صرحاً مشيدا ، فمالم يتم الإفتتاح وتشغيل المركز – وليس ذلك فحسب وإنما بمستوى رفيع – فسيظل المركز بمثابة الحلم الوردي الذي ظل يداعب مخيلتنا لسنوات طويلة .
فمنذ فترة وأنا أتمنى أن أزور المركز بعد اكتماله ، فقد كانت آخر زيارة لي للمركز لحضور إحدى الجمعيات العمومية قبل عدة سنوات وكان في مرحلة ما قبل التشطيب ، وخلال الأيام الماضية اتيحت لي الفرصة لزيارة المركز والاطلاع على مبانيه وتجهيزاته ، فانبهرت بما رأيت وسُررت كثيرا بما شاهدت ، فلقد وجدته صرحاً طبياً متميزاً سواء من حيث التصميم أو من حيث التجهيزات ، وامتلأت نفسي بمشاعر الفرح والغبطة بوجود هذا المستوى من التجهيزات في مجال الخدمات الطبية في المكرمة مكة ، ومما فهمته خلال زيارتي للمركز أنه مؤهل للريادة في مجالات معينة ليس على مستوى مكة المكرمة أو المملكة فحسب بل على مستوى المنطقة العربية لو أُحسن استغلال الإمكانيات المتاحة فيه . وما هو أهم من ذلك بل الأهم ما لمسته من حماس متميز لدى القائمين على إدارة المركز لتحقيق هذا الحلم وتوفير خدمات طبية متميزة لايقل مستواها عما هو متوفر في مدينة جدة وهي الرائدة في مجال الخدمات الطبية الخاصة .
ومما يدعو إلى التفاؤل أن اجتمع لهذا المركز بفضل الله عدة مزايا تؤهله لنجاح باهر بإذن الله تتلخص في التجهيزات والتقنيات المتطورة والإدارة المؤهلة والحماس لتقديم الأفضل ، فبالإضافة للتجهيزات الانشائية المتطورة والتقنيات العالية الحديثة يقف على رأس الهرم الإداري مجلس إدارة يضم خيرة رجال الأعمال والأطباء برئاسة سعادة الدكتور عبدالله صادق دحلان وفي الإدارة التنفيذية شباب مؤهلون متحمسون لتقديم كل لديهم من خبرة وجهد لتوفير خدمات طبية فائقة ومتميزة لأهالي مكة المكرمة ، على رأسهم كل من الأستاذ زهير عبدالرحيم ميمني المدير التنفيذي للمركز ، والدكتور حسن غفوري المدير الطبي للمركز .
وما دعاني للكتابة عن المركز هو تأخر افتتاحه وتكرار تأجيل ذلك لاستكمال بعض النواقص مستلزمات التشغيل ، والخوف من تقادم التقنيات التي يمتلكها المركز ، وتذكرت أثناء كتابة هذه المقالة التجربة المريرة للمركز الطبي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز الذي تقادم الكثير من تجهيزاته نتيجة لتأخر الإفتتاح ، والتي أرجو أن لا تتكرر في مركز مكة الطبي الذي يجمع تأجيل افتتاحه بالإضافة إلى التقادم خسائر نقدية على مدار الساعة تتمثل في رواتب الموظفين الذين وصلوا ولم يتمكنوا من مباشرة أعمالهم كالأطباء والممرضين والفنيين وغيرهم .
وأوجه حديثي إلى سعادة رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالله دحلان و أقول له وبصدق أنني وكثيرين غيري سررنا كثيراً باختيار أعضاء مجلس الادارة لسعادته رئيساً للمجلس ، لما نخبره عنه من سمعة طيبة في مجال الإدارة تؤهله بإذن الله بأن يقود المركز إلى القمة ليكون صرحاً طبياً شامخاً ، واهنئه باختيار كفاءات تجمع بين التأهيل والتخصص والخبرة مع حب وحماس شديدين لنجاح المركز خدمة لأبناء مكة المكرمة ، وأتمنى عليه أن يُعطي المركز المزيد من وقته خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تسبق الإفتتاح وأن يستثمر الحماس الملموس لدى إدارة المركز التنفيذية والطبية قبل أن يخبو ، وأن يبث روحاً غير تلك التي سادت خلال مرحلة التأسيس ، بعيداً عن الإجراءات المعقدة والطويلة واللجان وما إلى ذلك ، والعمل على تذليل العقبات وتوفير المستلزمات ليتم الافتتاح في أقرب وقت فقد طال الانتظار.. ونجاح المركز – حسب تصوري – مرتبط إلى حدما بما يتيحه مجلس الإدارة للإدارة التنفيذية من دعم ومرونة في الحركة وسرعة في اتخاذ القرار .
إننا في مكة المكرمة و إن كنا نستعجل افتتاح المركز إلا أننا في نفس الوقت نتمنى أن لا يتم الإفتتاح إلا بعد استكمال جميع التجهيزات ، واستقطاب أفضل الكفاءات الطبية ، فالبداية إن لم تكن قوية بالشكل الكافي بما يحقق سمعة متميزة للمركز ستكون النتيجة غير مرضية ، ويصعب كثيراً فيما بعد تكوين سمعة طيبة أو استقطاب الأطباء اللامعين والمبرزين في تخصصاتهم . فالشواهد والتجارب كثيرة ومعروفة ، ولا نحتاج إلى ذكر أسماء لمستشفيات ناجحة ولا لتلك الأقل نجاحاً .
وأخيراً فكما ذكرت أن المركز مهيأ يإذن الله لنجاح باهر بما تم تأسيسه عليه من مبان وتجهيزات ، أي أن المؤسسين قاموا بما عليهم والباقي الآن – بعد الله – على مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية للمركز فالكرة الآن في ملعبكم – كما يقولون – ، وإنا لمنتظرون بفارغ الصبر تحقق هذا الحلم العزيز جداً .
15/1/ 1417هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 17/1/1417هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 12107 صفحة رقم : 11 (الرأي) .
التعديل : لايوجد .
12107 إدارة الأعمال الرأي 17/1/1417 المدينة رابط المقال على النت http://